14 يناير . 1 دقيقة قراءة . 604
مولايَ عَفوكَ ، من بيروتَ أخاطِبكم ..
من هالةِ مِشعاِل اللهبِ القُدسي الرائعِ والباهر
مِن نَزفِ إباءِ الجرحِ العَربي المشبوبِ الثائر
هيَ ذي ، ـ أعني بيروت ـ فلا زالت وسَنبقى…
مِخرَزَ نارٍ في أعيُنكم
نَظرةَ تَعريةٍ ساخرةٍ تمسَخكم
بيروت ، مَقاسَ ضآلتِكم ، ووحيدةَ شَهوتكم أن تَتَدَمر .. أن تُمحَق
رَغبتكم ما التمّت .. ما اجتمعَت يوماً في أمرٍ ، إلا ها …
أن تأكلها نيران ( النيرونيين ) وتُحرَق
بيروت … الحاملةَ المشعالِ الفاضحِ عارَ خفاياكم
والُمعلنَةَ العَصيانِ بُصاقاً فوقَ مراياكم
بيروت الحاضنةَ الفكرةِ والكلمه
كَم يُسعدكم لو تَغدوا مَقبرةً للفكر ، فلا تَخطُر فيها للحُريةِ نَسمه
لو تَغدو كلّ حُروفِ مطابِعها أكداسُ رماد
وإذن ، لانطلَقَت فَرحَتَكم تُعلنُ شَهرَ خَلاصٍ ومَواسِم أعياد
بيروتُ العِصمَة … حَسناء وربَّةَ مَشرِقِكم
كم يُرقِصكم ويُدغدِغكم لو تُمسي كعواصِمكم…
جاريةٌ ً في مَقصوراتِ مَضاجعكم
أمَةٌ تَركُلُها أرجُلِكم ساعةَ شِئتم
أو تَبصقُ فيها شَهوتكم مَنيِ حَوافركم
يا عُشاقَ مَخازيكم …لولا أنّ العارَ
جبانٌ نَذل ، لانتَحَرَ العار
الشاعر محمد توفيق شديد